من القلب الى القلب

الأربعاء يونيو 01, 2011 4:23 am

كم يحز في نفسي أن أرى من أعزه يخطء و يتمادى في أخطاءه،
حواء، أنت أختي و من بنات جنسي، أمرك يهمني و أرى فيك نفسي.
لذلك بودي لو أراك أفضل ما في الوجود،فأنت الرقيقة الحساسة الحنونة...
و مؤهلاتك تسمح لك بأن تكوني دائما الافضل.
أختي، كم أتأسف حين أراك تضربين كل ما وهبك الخالق من عاطفة
و أحاسيس جياشة عرض الحائط، و كم أتحسر حين أراك تستبدلينها
بالقسوة و الجحود و اللامبالاة ، و الكارثة أعظم حين أجدك
تؤذين بها من لا يستحق منك سوى العطاء.
تمسين بها من لو ظللت ليل نهار تعملين على رد جميلها ما استطعت : أمك...
أصبح تعبها و شقاها و تضحياتها لا تهز في قلبك شيئا،
قل ما أصبحت تحسين بها و تهتمين لامرها، و أصبحت تعاملينها شأنك شأن الذكور. تعمل خارجا لتوفر لك كل ما تحتاجين، و تعود الى المنزل بعد يوم مكلل بالتعب لتقوم وحدها بأعمال البيت، و تشقى داخله، في حين
أنك تتوجين نفسك أميرة ، و تمضين أوقاتك بين تلفاز و نت و محادثة الاصدقاء و خروج و ترفيه..
أتستحق منك كل ذلك الجحود ردا لجميل لياليها التي سهرتها و لازالت تسهر بها لاجلك، لراحتها التي قدمتها لك على طبق من ذهب،
لتضحياتها التي تقدم عليها بكل طيب خاطر؟
أمصيرها أن تعامل و كأنها لم تخلق سوى لتتعب و تتعذب دون أن تقدر حتى مجهوداتها، و تكافئ يوما بجزاء؟
فلتقفي لحظة يا أختي، ولترجعي بنفسك الى كل الايام التي مضت،
و لتتخيليها تخلو من أمك، كيف بنظرك سوف تكون الحياة من دونها،
أليست بجحيم؟
أختي..أمك كنز وهبه لك الرحمان، عطاء يغدقك بفيضه..
فلتحفظي على ذلك العطاء، ولا تسرفي منه..
هي روضة غناء فلتهتمي بها بين الفينة و الاخرى
و ترويها بحبك و رعايتك لألا تجف...
أختي...لا تترددي، فلتمنحي أمك شيئا مما منحته اياك،
فلتريحيها بين الفينة و الاخرى و لتفاجئيها..
فهي أكثر واحدة تستحق منا كل ما هو جميل