منتدى عشاق التطوير
لتتمكن من الإستمتاع بكافة ما يوفره لك هذا المنتدى من خصائص, يجب عليك أن تسجل الدخول الى حسابك في المنتدى. إن لم يكن لديك حساب بعد, نتشرف بدعوتك لإنشائه.

انضم إلى المنتدى ، فالأمر سريع وسهل

منتدى عشاق التطوير
لتتمكن من الإستمتاع بكافة ما يوفره لك هذا المنتدى من خصائص, يجب عليك أن تسجل الدخول الى حسابك في المنتدى. إن لم يكن لديك حساب بعد, نتشرف بدعوتك لإنشائه.
منتدى عشاق التطوير
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

اذهب الى الأسفل
Amr
Amr
مؤسس المنتدى

ذكر القوس
عدد المساهمات : 3461
السٌّمعَة : 34
تاريخ الميلاد : 30/11/1996
تاريخ التسجيل : 04/02/2011
العمر : 27

ابن خلدون Empty ابن خلدون

الخميس مايو 26, 2011 4:23 pm
ابن خلدون %D8%A7%D8%A8%D9%86-%D8%AE%D9%84%D8%AF%D9%88%D9%861
ابن خلدون (الاسم الكامل : ولي الدين أبو زيد عبد الرحمن بن محمد بن محمد بن الحسن بن جابر بن محمد بن إبراهيم بن عبد الرحمن بن خالد (خلدون) الحضرمي)(غرة رمضان 732هـ/27 مايو 1332 – 19 مارس 1406م/26 رمضان808هـ)

مؤسس علم الاجتماع ومؤرخ مسلم من إفريقية في عهد الحفصيين وهي تونس حالياً ترك تراثاً مازال تأثيره ممتداً حتى اليوم. ولد ابن خلدون في تونس عام 1332م (732هـ) بالدار الكائنة بنهج تربة الباي رقم 34. أسرة ابن خلدون أسرة علم وأدب، فقد حفظ القرآن الكريم في طفولته ، وكان أبوه هو معلمه الأول [1], شغل أجداده في الأندلس وتونس مناصب سياسية ودينية مهمة وكانوا أهل جاه ونفوذ، نزح أهله من الأندلس في منتصف القرن السابع الهجري، وتوجهوا إلى تونس ، وكان قدوم عائلته إلى تونس خلال حكم دولة الحفصيين

حياته

قضى أغلب مراحل حياته في تونس والمغرب الأقصى وكتب الجزء الأول من المقدمة بقلعة أولاد سلامة بالجزائر، وعمل بالتدريس، ومن افضل طلابه ياسر عبدالكريم البديوي المكنى بأبي عمار.

في جامع الزيتونة بتونس وفي المغرب بجامعة القرويين في فاس الذي أسسته الأختان الفهري القيروانيتان وبعدها في الجامع الأزهر بالقاهرة، مصر والمدرسة الظاهرية وغيرهم [2]. وفي آخر حياته تولى القضاء المالكي بمصر بوصفه فقيهاً متميزاً خاصة أنه سليل المدرسة الزيتونية العريقة و كان في طفولته قد درس بمسجد القبة الموجود قرب منزله سالف الذكر المسمى “سيد القبّة”. توفي في القاهرة سنة 1406 م (808هـ). ومن بين أساتذته الفقيه الزيتوني الإمام ابن عرفة حيث درس بجامع الزيتونة المعمور ومنارة العلوم بالعالم الإسلامي آنذاك.

يعتبر ابن خلدون أحد العلماء الذين تفخر بهم الحضارة الإسلامية، فهو مؤسس علم الاجتماع وأول من وضعه على أسسه الحديثة، وقد توصل إلى نظريات باهرة في هذا العلم حول قوانين العمران ونظرية العصبية، وبناء الدولة و أطوار عمارها وسقوطها. وقد سبقت آراؤه ونظرياته ما توصل إليه لاحقاً بعدة قرون عدد من مشاهير العلماء كالعالم الفرنسي أوجست كونت.

عدّدَ المؤرخون لابن خلدون عدداً من المصنفات في التاريخ والحساب والمنطق غير أن من أشهر كتبه كتاب بعنوان العبر وديوان المبتدأ والخبر في أيام العرب والعجم والبربر ومن عاصرهم من ذوي السلطان الأكبر، وهو يقع في سبعة مجلدات وأولها المقدمة وهي المشهورة أيضاً بمقدمة ابن خلدون، وتشغل من هذا الكتاب ثلثه، وهي عبارة عن مدخل موسع لهذا الكتاب وفيها يتحدث ابن خلدون ويؤصل لآرائه في الجغرافيا والعمران والفلك وأحوال البشر وطبائعهم والمؤثرات التي تميز بعضهم عن الآخر.

اعتزل ابن خلدون الحياة بعد تجارب مليئة بالصراعات والحزن على وفاة أبويه وكثير من شيوخه إثر وباء الطاعون الذي انتشر في جميع أنحاء العالم سنة 749هجرية (1348 م) وتفرغ لأربعة سنوات في البحث والتنقيب في العلوم الإنسانية معتزلاً الناس في سنوات عمره الأخيرة، ليكتب سفره الخالد أو ما عرف بمقدمة ابن خلدون ومؤسسا لعلم الاجتماع بناء على الاستنتاج والتحليل في قصص التاريخ وحياة الإنسان. واستطاع بتلك التجربة القاسية أن يمتلك صرامة موضوعية في البحث والتفكير.

مقدمة بن خلدون

المقدمة هو كتاب ألفه ابن خلدون سنة 1377م كمقدمة لمؤلفه الضخم الموسوم كتاب العبر. وقد اعتبرت المقدمة لاحقا مؤلفا منفصلا ذا طابع موسوعي إذ يتناول فيه جميع ميادين المعرفة من الشريعة و التاريخ و الجغرافيا و الاقتصاد و العمران و الاجتماع و السياسة و الطب . وقد تناول فيه أحوال البشر واختلافات طبائعهم والبيئة وأثرها في الإنسان. كما تناول بالدراسة تطور الأمم والشعوب ونشوء الدولة وأسباب انهيارها مركزا في تفسير ذلك على مفهوم العصبية. بهذا الكتاب سبق ابن خلدون غيره من المفكرين إلى العديد من الآراء والأفكار ، حتى اعتبر مؤسسا لعلم الاجتماع، سابقا بذلك الفيلسوف الفرنسي أوغست كونت .

يتكون كتاب المقدمة من ستين فصلا هو عبارة عن محاولة إسلامية لفهم التاريخ العالمي و يعتبر من أوائل الكتب التي تهتم بعلم المجتمع. وقد ترجم إلى العديد من اللغات الحية، وعليه ترتكز مكانة ابن خلدون وشهرته.

فلسفة بن خلدون

امتاز ابن خلدون بسعة اطلاعه على ما كتبه القدامى على أحوال البشر وقدرته على استعراض الآراء ونقدها، ودقة الملاحظة مع حرية في التفكير وإنصاف أصحاب الآراء المخالفة لرأيه. وقد كان لخبرته في الحياة السياسية والإدارية وفي القضاء، إلى جانب أسفاره الكثيرة من موطنه الأصيل تونس و بقية بلاد شمال أفريقيا إلى بلدان أخرى مثل مصر والحجاز والشام، أثر بالغ في موضوعية وعلمية كتاباته عن التاريخ وملاحظاته.

بسبب فكر ابن خلدون الدبلوماسي الحكيم، أُرسل أكثر من مرة لحل نزاعات دولية ، فقد عينه السلطان محمد بن الأحمر سفيراً إلى أمير قشتالة لعقد الصلح . وبعد ذلك بأعوام ، استعان أهل دمشق به لطلب الأمان من الحاكم المغولي تيمور لنك ، والتقوا بالفعل .

علم الاقتصاد عند بن خلدون

ان النتيجة التي توصل اليها ابن خلدون في الفصل الثاني من مقدمته عند بحثه للعمران البدوي و هي:((ان اختلاف الأجيال في أحوالهم انما هو باختلاف نحلهم من المعاش)) قادته بالضرورة إلى دراسة عدة مقولات اقتصادية تعتبر حجر الزاوية في علم الاقتصاد الحديث، مثل دراسة الأساليب الإنتاجية التي تعاقبت على المجتمعات البشرية، و انتقال هذه الأخيرة من البداوة إلى الحضارة، أي من الزراعة إلى الصناعة و التجارة:((…و أما الفلاحة و الصناعة و التجارة فهي وجوه طبيعية للمعاش .أما الفلاحة فهي متقدمة عليها كلها بالذات..و أما الصناعة فهي ثانيها و متأخرة عنها لأنها مركبة و علمية تصرف فيها الأفكارو الأنظار ، و لهذا لا توجد غالبا إلا في أهل الحضر الذي هو متأخر عن البدو و ثان عنه )).(المقدمة)

يركز ابن خلدون على الصناعة جاعلا منها السبب الأساسي فب الزدهار الحضاري:((ان الصنائع انما تكتمل بكمال العمران الحضري و كثرته… ان رسوخ الصنائع في الامصار انما هو برسوخ الحضارة و طول أمدها)). كما تناول مقولة تقسيم العمل بالتأكيد على أن(( النوع الإنساني لا يتم وجوده الا بالتعاون ))، لعجز الإنسان عن تلبية جميع حاجاته مهما كانت قدرته بمفرده، حيث أن (( الصنائع في النوع الإنساني كثيرة بكثرة الاعمال المتداولة في العمران. فهي بحيث تشذ عن الحصر و لا يأخذها العد..(مثل) الفلاحة و البناء و الخياطة و النجارة والحياكة والتوليد والوراقة والطب…)) أما القيمة فهي في نظره ((قيمة الاعمال البشرية)):فأعلم أن ما يفيد الإنسان و يقتنيه من المتمولات ان كان من الصنائع فالمفاد المقتنى منه قيمة عمله…اذ ليس هناك الا العمل ، مثل النجارة و الحياكة معهما الخشب و الغزل، ألا أن العمل فيهما أكثر فقيمته أكثر، و ان كان من غير الصنائع فلا بد في قيمة ذلك المفاد والقنية من دخول قيمة العمل الذي حصلت به، إذ لولا العمل لم تحصل قيمتها…فقد تبين أن المفادات و المكتسبات كلها انما هي قيم الاعمال الإنسانية)).(المقدمة) و لم يغفل أيضا عن مقولة ((القيمة الزائدة)) و ان لم يعالجها بشكل معمق عند تعرضه لصاحب الجاه:(( و جميع ما شأنه ان تبذل فيه الاعواض من العمل يستعمل فيه الناس من غير عوض فتتوفر قيم تلك الاعمال عليه، فهو بين قيم للأعمال يكتسبها، وقيم أخرى تدعوه الضرورة إلى إخراجها، فتتوفر عليها، و الأعمال لصاحب الجاه كبيرة ، فتفيد الغني لأقرب وقت، ويزداد مع مرور الأيام يسارا و ثروة )).(المقدمة) من كل ما تقدم نستطيع المجازفة و القول إن أعمال اب خلدون و بالذات ((المقدمة)) تعتبير أو موسوعة في العلوم الإنسانية، بل هي باكورة العمل الموسوعي العام قبل ظهور عصر الموسوعات بحوالي خمسة قرون

ابن خلدون | علم التاريخ |

لقد تجمعت في شخصية ابن خلدون العناصر الأساسية النظرية والعملية التي تجعل منه مؤرخاً حقيقياً – رغم أنه لم يول في بداية حياته الثقافية عناية خاصة بمادة التاريخ – ذلك أنه لم يراقب الأحداث و الوقائع عن بعد كبقية المؤرخين، بل ساهم إلى حد بعيد و من موقع المسؤولية في صنع تلك الأحداث والوقائع خلال مدة طويلة من حياته العملية تجاوزت 50 عاما، وضمن بوتقة جغرافية امتدت من الاندلس وحتى بلاد الشام . فقد استطاع، ولأول مرة، (اذا استثنينا بعض المحاولات البسيطة هنا و هناك) أن يوضح أن الوقائع التاريخية لا تحدث بمحض الصدفة أو بسبب قوى خارجية مجهولة، بل هي نتيجة عوامل كامنة داخل المجتمعات الإنسانية، لذلك انطلق في دراسته للأحداث التاريخية من الحركة الباطنية الجوهرية للتاريخ. فعلم التاريخ، وان كان (لايزيد في ظاهره عن أخبار الايام والدول) انما هو (في باطنه نظر وتحقيق وتعليل للكائنات و مبادئها دقيق و علم بكيفيات الوقائع واسبابها عميق، لذلك فهو أصيل في الحكمة عريق، و جدير بأن يعد في علومها و خليق(المقدمة). فهو بذلك قد اتبع منهجا في دراسة التاريخ يجعل كل أحداثه ملازمة للعمران البشري و تسير وفق قانون ثابت.

يقول: فالقانون في تمييز الحق من الباطل في الأخبار بالامكان و الاستحالة أن ننظر في الاجتماع البشري الذي هو العمران و نميز ما يلحقه لذاته و بمقتضى طبعه و ما يكون عارضا لا يعتد به و ما لايمكن أن يعرض له، و إذا فعلنا ذلك، كان ذلك لنا قانونا في تمييز الحق من الباطل في الاخبار، و الصدق من الكذب بوجه برهان لا مدخل للشك فيه، و حينئذ فاذا سمعنا عن شيء من الاحوال الواقعة في العمران علمنا ما نحكم بقبوله مما نحكم بتزييفه، وكان ذلك لنا معيارا صحيحا يتحرى به المؤرخون طريق الصدق و الصواب فيما ينقلونه. المقدمة

و هكذا فهو وان لم يكتشف مادة التاريخ فانه جعلها علما ووضع لها فلسفة ومنهجا علميا نقديا نقلاها من عالم الوصف السطحي والسرد غير المعلل إلى عالم التحليل العقلاني و الأحداث المعللة بأسباب عامة منطقية ضمن ما يطلق عليه الآن بالحتمية التاريخية، و ذلك ليس ضمن مجتمعه فحسب، بل في كافة المجتمعات الإنسانية وفي كل العصور، وهذا ما جعل منه أيضا وبحق أول من اقتحم ميدان ما يسمى بتاريخ الحضارات أو التاريخ المقارن.إني أدخل الأسباب العامة في دراسة الوقائع الجزئية، و عندئذ أفهم تاريخ الجنس البشري في إطار شامل …اني ابحث عن الاسباب و الأصول للحوادث السياسية. كذلك قولهداخلا من باب الاسباب على العموم على الاخبار الخصوص فاستوعب أخبار الخليقة استيعابا …و أعطي الحوادث علة أسبابا. المقدمة

ابن خلدون | الفلسفة |

يرى ابن خلدون في المقدمة أن الفلسفة من العلوم التي استحدثت مع انتشار العمران، وأنها كثيرة في المدن ويعرِّفها قائلاً: بأن قومًا من عقلاء النوع الإنساني زعموا أن الوجود كله، الحسي منه وما وراء الحسي، تُدرك أدواته وأحواله، بأسبابها وعللها، بالأنظار الفكرية والأقيسة العقلية وأن تصحيح العقائد الإيمانية من قِبَل النظر لا من جهة السمع فإنها بعض من مدارك العقل، وهؤلاء يسمون فلاسفة جمع فيلسوف، وهو باللسان اليوناني محب الحكمة. فبحثوا عن ذلك وشمروا له وحوَّموا على إصابة الغرض منه ووضعوا قانونًا يهتدي به العقل في نظره إلى التمييز بين الحق والباطل وسموه بالمنطق. ويحذّر ابن خلدون الناظرين في هذا العلم من دراسته قبل الاطلاع على العلوم الشرعية من التفسير والفقه، فيقول: ¸وليكن نظر من ينظر فيها بعد الامتلاء من الشرعيات والاطلاع على التفسير والفقه ولا يُكبَّنَّ أحدٌ عليها وهو خِلْو من علوم الملة فقلَّ أن يَسلَمَ لذلك من معاطبها·.

لعل ابن خلدون وابن رشد اتفقا على أن البحث في هذا العلم يستوجب الإلمام بعلوم الشرع حتى لا يضل العقل ويتوه في مجاهل الفكر المجرد لأن الشرع يرد العقل إلى البسيط لا إلى المعقد وإلى التجريب لا إلى التجريد. ومن هنا كانت نصيحة هؤلاء العلماء إلى دارسي الفلسفة أن يعرفوا الشرع والنقل قبل أن يُمعنوا في التجريد العقلي.

ابن خلدون | البيئة |

ناقش ابن خلدون (1332-1406) في كتابه المشهور “المقدمة”عدداً من القضايا الأساسية في علم الاجتماع، منها اختلاف الجماعات البشرية في أبدانها وطبائعها وسلوكها، وكذلك نشوء الدول وانحطاطها وزوالها .

وكان للبيئة دور بالغ الأهمية في تفسير ابن خلدون لتلك الظواهر؛ وللبيئة عنده مستويان: مستوى أكبر يتمثل في أقاليم الأرض المختلفة في درجة حرارتها بحسب موقعها بين خط الاستواء والقطب الشمالي، ومستوى أصغر وهو حظّ الأرض من الخصب والإمكانات الزراعية…

أقاليم الأرض

يبدأ ابن خلدون مناقشته للعمران البشري، واختلاف الناس في صفاتهم وعاداتهم وأحوالهم وتاريخهم، من دراسة أقاليم الأرض كما عرفها الجغرافيون القدماء، وهي سبعة أقاليم متدرجة من خط الاستواء إلى القطب الشمالي، حيث يقل السكان في المناطق المتطرفة شديدة الحرارة أو شديدة البرودة، ويكثرون في المناطق المتوسطة المعتدلة أي في الأقاليم الثالث والرابع والخامس؛ يقول:

“نحن نرى بالمشاهدة والأخبار المتواترة، أن الأول والثاني من الأقاليم المعمورة [منطقة خط الاستواء] أقل عمرانا مما بعدهما؛ وما وجد من عمرانه فيتخلله الخلاء والقفار والرمال والبحر الهندي الذي في الشرق منهما. وأمم هذين الإقليمين وأناسيّهما ليست لهم الكثرة البالغة، وأمصاره ومدنه كذلك، والثالث والرابع ( المنطقة المعتدلة) وما بعدهما بخلاف ذلك؛ فالقفار بها قليلة، والرمال كذلك أو معدومة. وأممها وأناسيّها تجوز الحد من الكثرة، وأمصارها ومدنها تجاوز الحد عدداً والعمران فيها مُنْدرج بين الثالث والسادس؛ والجنوب خلاء كله.”

ويعلل ابن خلدون هذا التوزيع البشري بحسب الأقاليم وبضرورة اجتماع الحر والبرد بنسب ما من أجل التكوين أو نشوء الكائنات، والإفراط في الحر والبرد ضاران بهذا التكوين، وإن كان الحّر أشد وطأة، مما جعل العمران في الربع الشمالي من الأرض أكثر وأوفر.

أقاليم العمران البشري هي الثالث والرابع والخامس وأعدلها جميعا أوسطها أي الرابع، وسكان هذه الأقاليم هم الأعدل أجساماً وألواناً وأخلاقاً وأديانا، وهم “على غاية من التوسط في مساكنهم وملابسهم وأقواتهم وصنائعهم” وتوجد لديهم المعادن الطبيعية من ذهب وفضة وحديد وغيرها، وهم أهل المغرب والشام والحجاز واليمن والعراقَيْن والهند والسند والصين وكذلك الأندلس ومن قرب منها من الفرنجة والجلالقة والروم واليونانيين… وأما الأقاليم البعيدة من الاعتدال أي الأول والثاني والسادس والسابع فأهلها أبعد من الاعتدال في جميع أحوالهم فبناؤهم بالطين والقصب وأقواتهم من الذّرة والعشب وملابسهم من أوراق الشجر … وأخلاقهم مع ذلك قريبة من خلق الحيوانات العُجم…

الإقليم ولون البشرة

يرفض ابن خلدون رفضاً قاطعاً الخرافة الشائعة التي تعزو سواد بشرة السودان [السّود] إلى أن السودان هم ولد حام بن نوح اختصّوا بلون السوادِ لدعوةٍ كانت عليه من أبيه ظهر أثرها في لونه وفيما جعل الله من الرقّ في عقبه؛ والصواب في رأي ابن خلدون هو رد اختلاف لون البشرة بين الناس إلى طبيعة الحر والبرد وأثرهما في الهواء وفيما يتكون فيه من الحيوانات، ذلك أن مسامتة الشمس الطويلة لمناطق الأرض الجنوبية تزيد تأثير القيظ الشديد على جنوبهم فتسود جلودهم، في حين أن كون الشمس أفقية في المناطق الشمالية يضعف تأثير الحّر ويزيد من تأثير البرد فتبيض ألوان أهلها ويتبع ذلك ما يقتضيه مزاج البرد المفرط من زرقة العيون وبرش الجلود وصهوبة الشعور، وذلك بخلاف أهل المناطق المعتدلة في حرارتها حيث نجد الاعتدال في الخَلْق والخُلُق الناجم عن مزاج أهويتهم المعتدل.

وينقل ابن خلدون في هذا الشأن، أي تبعيّة اللون لمزاج الهواء قول ابن سينا في أرجوزته في الطب :

بالزنج حرٌّ غيّر الأجسادا حتى كسا جلودها سوادا

والصقلبُ اكتسبت البياضا حتى غدت جلودها بِضاضا

ويذهب ابن خلدون أبعد من ذلك فيرى إمكان تعديل البيئة للصفات الوراثية بمرور الزمن في موضوع لون بشرة الإنسان، حيث يقول :

“قد نجد من السودان أهل الجنوب من يسكن الرابع المعتدل أو السابع المنحرف إلى البياض فتبيض ألوان أعقابهم على التدرج مع الأيام، وبالعكس فمن يسكن من أهل الشمال أو الرابع بالجنوب فتسود ألوان أعقابهم.”

الإقليم والخُلق

لا يقتصر تأثير الإقليم في الإنسان المقيم به على لون البشرة، عند ابن خلدون، بل يتعداه إلى الطبع والخلق أيضاً، ومن ذلك غلبة الخفة والمرح والطيش على السودان، على سبيل المثال، وذلك لتأثير الحرارة في انتشار الروح الحيواني وتفشيه، بخلاف البرد الذي يؤدي إلى انقباضه وتكاثفه؛ يقول في ذلك :

“لما كان السودان ساكنين في الإقليم الحار واستولى الحّر على أمزجتهم وفي أصل تكوينهم كان في أرواحهم من الحرارة على نسبة أبدانهم وإقليمهم، فتكون أرواحهم بالقياس إلى أرواح أهل الإقليم الرابع أشد حراً فتكون أكثر تفشيا فتكون أسرع فرحاً وسروراَ وأكثر انبساطاً ويجيء الطيش على أثر هذه. وكذلك يلحق بهم قليلاً أهل البلاد البحرية لما كان هواؤها متضاعف الحرارة بما ينعكس عليه من أضواء بسيط البحر وأشعته كانت حصتهم من توابع الحرارة في الفرح والخفة موجودة أكثر من بلاد التلول والجبال الباردة”

ومن هؤلاء الأخيرين أهل فاس الواقعة في التلول الباردة من المغرب، الذين يصفهم ابن خلدون بقوله:

“كيف ترى أهلها مطرقين إطراق الحزن وكيف أفرطوا في نظر العواقب حتى إن الرجل منهم ليدخر قوت سنتين من حبوب الحنطة ويباكر الأسواق لشراء قوته ليومه مخافة أن يُرزا شيئاً من مدّخره.”

وتجدر الإشارة في هذا الصدد إلى تعليل المسعودي خفة السودان وطيشهم بأسباب وراثية، فيقول ابن خلدون في مناقشة ذلك:

“وقد تعرض المسعودي للبحث عن السبب في خفّة السودان وطيشهم وكثرة الطرب فيهم وحاول تعليله فلم يأت بشيء أكثر من أنه نقل عن جالينوس ويعقوب بن إسحاق الكندي أن ذلك لضعف أدمغتهم وما نشأ عنه من ضعف عقولهم وهذا كلامٌ لا محصل له ولا برهان فيه.”

المناطق الخصبة والمناطق الجدباء

بالرغم من أن العمران البشري أكثر ازدهاراً وتنوعاً ورقياً في أقاليم الأرض المعتدلة منه في غيرها من الأقاليم، إلا أن هذا العمران يختلف أيضاً اختلافاً واضحاً في داخل المناطق المعتدلة نفسها بحسب حظ كل منها من الخصب والجدب؛ وتختلف طبيعة تأثير المناطق الخصبة والجديبة بحسب الغذاء الذي توفره البيئة في كل منها، ودرجة الرطوبة التي يشتمل عليها ذلك الغذاء.

يرى ابن خلدون أن سكان القفار البدو الذين يقتصرون في غالب أحوالهم على الألبان، ويفتقرون إلى الحبوب والأدم أحسن حالاً في جسومهم وأخلاقهم وأذهانهم من أهل التلول المنغمسين في العيش الرغيد، ويفسر ذلك بقوله: “والسبب في ذلك والله أعلم أن كثرة الأغذية وكثرة الأخلاط الفاسدة العفنة ورطوباتها تولد في الجسم فضلات رديئة تنشأ عنها بعد إقطارها في غير نسبة ويتبع ذلك انكساف الألوان وقبح الأشكال من كثره اللحم كما قلناه وتغطي الرطوبات على الأذهان والأفكار بما يصعد إلى الدماغ من أبخرتها الرّديّة فتجيء البلادة والغفلة والانحراف عن الاعتدال بالجملة.”

ويستشهد ابن خلدون للدلالة على صحة رأيه بمقارنة البدو من عرب وبربر في مناطق شمال إفريقيا بغيرهم من الحضر، بل يتجاوز ذلك إلى مقارنة غير الإنسان من حيوانات في القفار بنظائرها في الأمصار، فيجدها متفوقة في الأولى على الأخيرة، كما هو حال المها أو البقرة الوحشية مع البقرة الأهلية، والحمار الوحشي مع الحمار الأهلي، والغزلان مع الماعز؛ ولعله في هذه المقارنة الأخيرة كان ينظر إلى المتنبي في مقارنة المرأة البدوية بالمرأة الحضرية في قوله:

أين المعيز من الآرام ناظرةً وغير ناظرةٍ في الحسن والطيبِ

والآرام هي الغزلان .

البيئة والسياسة

تتضح أهمية الدور السياسي للبيئة في فكر ابن خلدون في تصنيفه الجماعات البشرية إلى ثلاثة – أو أربعة – أقسام رئيسة هي :

1- سكان البادية: وهم يعيشون على الإبل التي يتنقلون بها بحثا عن العشب والكلأ.

2- سكان المناطق الخصبة: وهم يعيشون على ما تنتجه الأرض من حبوب وفواكه وغيرهما، وعلى تربية الحيوانات، وهذه الجماعة هي الأكثر معاناة للظلم والاستغلال.

3- سكان المدن: وهم يعيشون على التجارة والصناعة وعوائد الدولة؛ وهذه الجماعة هي الأكثر ترفها وترفا وفساداً.

والجماعة الأكثر تهيؤاً لتكوين الدول هي الجماعة الأولى، أي سكان البادية، ويعود ذلك إلى ما تشتمل عليه هذه الجماعة من زمر ذات تماسك داخلي قوي، أو عصبيّة، تستند إلى روابط الدم والنسب وما إليهما، فإذا أحسّت إحدى هذه العصبيات ضعفاً في حكم هذه المدينة/ العاصمة أو تلك انقضت عليها، واستولت على الحكم فيها وكونت دولة خاصة بها فيها وفيما حولها من قرى وبلدان.

بيد أن هذه الدولة الناشئة سرعان ما تتشرب روح الترف واللين التي تتصف بها المدينة، وتتسرب إليها عوامل الضعف من جراء توسعها المفرط والانشقاقات في الأسرة/ الأسر الحاكمة، وإسرافها في جباية الضرائب على حساب الأرياف، وغير ذلك من العوامل، التي تنتهي بها خلال أربعة أجيال (الجيل أربعون سنة) إلى الضعف، حيث تقوم عصبية جديدة من البادية بمهاجمتها والحلول محلها مكونة دولة جديدة، وهكذا دواليك.

هكذا تمضي دولة، وتأتي أخرى في دورة مستمرة، ولكنها تنطلق دائما من بيئة البادية الأكثر توحشا، وتنتهي دائماً ببيئة المدينة الأكثر تحضرا؛ وهي مقولة تصدق على الدول التي استقراها ابن خلدون في شمال إفريقيا، وفي التاريخ العربي، ولكنها تصدق أيضا في حالات أخرى كالرومان، والمغول، والأتراك، وغيرهم.

وصحيح أن الوضع قد اختلف منذ القرن الثامن عشر، وأدت التكنولوجيا إلى تغير جذري في حركة التاريخ، ولكن هذا لا يعني الانتقاض من أهمية البيئة ودورها في صناعة التاريخ، وإنما يعني الحاجة إلى دراسة جديدة مختلفة في العلاقة بينهما.

ابن خلدون | الغرب |

كثير من الكتاب الغربيين وصفوا تقديم ابن خلدون للتاريخ بأنه أول تقديم لا ديني للتأريخ ، وهو له تقدير كبير عندهم. ربما تكون ترجمة حياة ابن خلدون من أكثر ترجمات شخصيات التاريخ الإسلامي توثيقا بسبب المؤلف الذي وضعه ابن خلدون ليؤرخ لحياته و تجاربه و دعاه التعريف بابن خلدون ورحلته شرقا و غربا ، تحدث ابن خلدون في هذا الكتاب عن الكثير من تفاصيل حياته المهنية في مجال السياسة والتأليف والرحلات، ولكنه لم يضمنها كثيرا تفاصيل حياته الشخصية والعائلية.

كان شمال أفريقيا أيام ابن خلدون بعد سقوط دولة الموحدين تحكمه ثلاث أسر : المغرب كان تحت سيطرة المرينيين (1196 – 1464 )، غرب الجزائر كان تحت سيطرة آل عبد الودود (1236 – 1556 )، تونس و شرق الجزائر و برقة تحت سيطرة الحفصيين (1228 – 1574 ). التصارع بين هذه الدول الثلاثة كان على أشده للسيطرة ما أمكن من المغرب الكبير ولكن تميزت فترة الحفصيين بإشعاع ثقافي باهر .وكان المشرق العربي في أحلك الظروف آنذاك يمزقه التتار و التدهور.

ابن خلدون | كتب و مؤلفات ابن خلدون |

* تاريخ ابن خلدون, واسمه: كتاب العبر وديوان المبتدأ والخبر في معرفة أيام العرب والعجم والبربر ومن عاصرهم من ذوي السلطان الأكبر.

* شفاء السائل لتهذيب المسائل، نشره وعلق عليه أغناطيوس عبده اليسوعي.

* مقدمة ابن خلدون

* التعريف بابن خلدون ورحلاته شرقا وغربا (مذكراته).

ابن خلدون | علم الاجتماع |

أصبح من المسلم به تقريبا في مشارق الأرض و مغاربها، أن ابن خلدون هو مؤسس علم الاجتماع أو علم العمران البشري كما يسميه. و قد تفطن هو نفسه لهذه الحقيقة عندما قال في مقدمته التي خصصها في الواقع لهذا العلم الجديد: … و هذا هو غرض هذا الكتاب الأول من تأليفنا…، و هو علم مستقل بنفسه موضوعه العمران البشري و الاجتماع الإنساني، كما أنه علم يهدف إلى بيان ما يلحقه من العوارض و الأحوال لذاته واحدة بعد أخرى، و هذا شأن كل علم من العلوم وضعيا كان أم عقليا و اعلم أن الكلام في هذا الغرض مستحدث الصنعة غريب النزعة غزير الفائدة، أعثر عليه البحث و أدى اليه الغوص… و كأنه علم مستبط النشأة، و لعمري لم أقف على الكلام في منحاه لأحد من الخليقة . المقدمة

ويبدو واضحا ان اكتشاف ابن خلدون لهذا العلم قاده اليه منهجه التاريخي العلمي الذي ينطلق من أن الظواهر الاجتماعية تخضع لقوانين ثابتة و أنها ترتبط ببعضها ارتباط العلة بالمعلول، فكل ظاهرة لها سبب و هي في ذات الوقت سبب لللظاهرة التي تليها. لذلك كان مفهوم العمران البشري عنده يشمل كل الظواهر سواء كانت سكانية أو ديمغرافية،اجتماعية، سياسية، اقتصادية أو ثقافية. فهو يقول في ذلك :فهو خبر عن الاجتماع الإنساني الذي هو عمران العالم و ما يعرض لطبيعة هذا العمران من الأحوال مثل التوحش و التأنس و العصبيات وأصناف التغلبات للبشر بعضهم على بعض، وما ينشأ عن الكسب و العلوم و الصنائع و سائر ما يحدث في ذلك العمران بطبيعته من الاحوال. المقدمة،وهنا يلامس أيضا نظرية النشوء و الارتقاء لدى داروين و ان لم يغص فيها. ثم أخذ في تفصيل كل تلك الظواهر مبينا أسبابها و تنائجها، مبتدئا بأن بإيضاح أن الإنسان لا يستطيع العيش بمعزل عن أبناء جنسه حيث: ان الاجتماع الإنساني ضروري فالإنسان مدني بالطبع أي لا بد له من الاجتماع الذي هو المدنية … وهو معنى العمران.

ثم تعرض للعمران البشري على العموم مبينا أثر البيئة في الكائنات البشرية و هو مايدخل حاليا في علم الاتنولوجيا و الانثروبولوجيا. ثم بعد ذلك تطرق لأنواع العمران البشري تبعا لنمط حياة البشر و أساليبهم الإنتاجية قائلا: ان اختلاف الأجيال في أحوالهم انما هو باختلاف نحلتهم في المعاش. مبتدئا بالعمران البدوي باعتباره اسلوب الإنتاج الأولي الذي لا يرمي إلى الكثير من تحقيق ما هو ضروري للحياة …ان اهل البدو المنتحلون للمعاش الطبيعي … و انهم مقتصرون على الضروري الاقوات و الملابس و المساكن و سائر الأحوال و العوائد. المقدمة

ثم يخصص الفصل الثالث من المقدمة للدول و الملك و الخلافة و مراتبها و أسباب و كيفية نشوئها و سقوطها، مؤكدا أن الدعامة الأساسية للحكم تكمن في العصبية. والعصبية عنده أصبحت مقولة اجتماعية احتلت مكانة بارزة في مقدمته حتى اعتبرها العديد من المؤرخين مقولة خلدونية بحتة، و هم محقون في ذلك لأن ابن خلدون اهتم بها اهتماما بالغا إلى درجة أنه ربط كل الأحداث الهامة و التغييرات الجذرية التي تطرأ على العمران البدوي أو العمران الحضري بوجود أو فقدان العصبية. كما أنها في رأيه المحور الأساسي في حياة الدول و الممالك. و يطنب ابن خلدون في شرح مقولته تلك، مبينا أن العصبية نزعة طبيعية في البشر مذ كانوا، ذلك أنها تتولد من النسب و القرابة و تتوقف درجة قوتها أو ضعفها على درجة قرب النسب أو بعده. ثم يتجاوز نطاق القرابة الضيقة المتمثلة في العائلة و يبين أن درجة النسب قد تكون في الولاء للقبيلة و هي العصبية القبلية … و من هذا الباب الولاء و الحلف إذ نصرة كل أحد من أحد على أهل ولائه و حلفه للألفة التي تلحق النفس في اهتضام جارها أو قريبها أو نسيبها بوجه من وجوه النسب، و ذلك لأجل اللحمة الحاصلة من الولاء. أما اذا أصبح النسب مجهولا غامضا و لم يعد واضحا في أذهان الناس، فإن العصبية تضيع و تختفي هي أيضا. … بمعنى أن النسب اذا خرج عن الوضوح انتفت النعرة التي تحمل هذه العصبية، فلا منفعة فيه حينئذ. هذا ولا يمكن للنسب أن يختفي و يختلط في العمران البدوي، و ذلك أن قساوة الحياة في البادية تجعل القبيلة تعيش حياة عزلة و توحش ، بحيث لا تطمح الأمم في الاختلاط بها و مشاركتها في طريقة عيشها النكداء، وبذلك يحافظ البدو على نقاوة أنسابهم، و من ثم على عصبيتهم.

… الصريح من النسب انما يوجد للمتوحشين في القفر … و ذلك لما اختصوا به من نكد العيش و شظف الأحوال و سوء الموطن، حملتهم عليها الضرورة التي عينت لهم تلك القسمة… فصار لهم ألفا و عادة، و ربيت فيهم أجيالهم … فلا ينزع اليهم أحدا من الأمم أن يساهم في حالهم، و لا يأنس بهم أحد من الأجيال … فيؤمن عليهم لأجل ذلك منت اختلاط انسابهم و فسادها. أما اذا تطورت حياتهم و أصبحوا في رغد العيش بانضمامهم إلى الأرياف و المدن، فإن نسبهم يضيع حتما بسبب كثرة الاختلاط و يفقدون بذلك عصبيتهم. … ثم يقع الاختلاط في الحواضر مع العجم و غيرهم و فسدت الانساب بالجملة ثمرتها من العصبية فاطرحت ثم تلاشت القبائل و دثرت فدثرت العصبية مدثورها و بقي ذلك في البدو كما كان. و هكذا نخلص للقول في هذا الصدد بأن العصبية تكون في العمران البدوي و تفقد في العمران الحضري.

أقوال العلماء فى ابن خلدون

* ابتكر ابن خلدون و صاغ فلسفة للتاريخ هي بدون شك أعظم ما توصل اليه الفكر البشري في مختلف العصور و الأمم. أرنولد توينبي

* إن مؤلف ابن خلدون هو أحد أهم المؤلفات التي انجزها الفكر الإنساني. جورج مارسيز

* ان مؤلف ابن خلدون يمثل ظهور التاريخ كعلم ، و هو أروع عنصر فيما يمكن أن يسمى بالمعجزة العربية. ايف لاكوست

* انك تنبئنا بأن ابن خلدون في القرن الرابع عشر كان أول من اكتشف دور العوامل الاقتصادية و علاقات الإنتاج. ان هذا النبأ قد أحدث وقعا مثيرا و قد اهتم به صديق الطرفين (المقصود به لينين) اهتماما خاصا. من رسالة بعث بها مكسيم غوركي إلى المفكر الروسي انوتشين بتاريخ 21/ايلول سبتمبر 1912.

* تُرى أليس في الشرق آخرون من أمثال هذا الفيلسوف. لينين

* ففيما يتعلق بدراسة هيكل المجتمعات وتطورها فإن أكثر الوجوه يمثل تقدما يتمثل في شخص ابن خلدون العالم و الفنان ورجل الحرب والفقيه والفيلسوف الذي يضارع عمالقة النهضة عندنا بعبقريته العالمية منذ القرن الرابع عشر. روجية غارودي

هذا غيض من فيض مما قاله بعض أقطاب الفكر الغربيين ناهيك عن المفكرين العرب و المسلمين و فيما يلي سنحاول حصر بعض المواضيع التي تناولها ابن خلدون بالبحث دون أن ندعي أننا سنوفيها حقها وكيف نستطيع ذلك وفي كل يوم نكتشف الجديد حول هذا العالِم.

وفاة بن خلدون

توفي في مصر عام 1406 م، و دفن في مقابر الصوفية عند باب النصر شمال القاهرة. وقبره غير معروف. والدار التي ولد بها كائنة بنهج تربة الباي عدد 34 بتونس العاصمة بالمدينة العتيقة.

له قصيدة في الحنين لموطنه تونس

أحن إلى ألفي وقد حال دونهم مهامه فيح دونهن سباسب

ويبقى ابن خلدون اليوم شاهدا على عظمة الفكر الإسلامي المتميز بالدقة والجدية العلمية والقدرة على التجديد لاثراء الفكر الإنساني
الفراشة الملونة
الفراشة الملونة
...::|الادارة العليا|::...

...::|الادارة العليا|::...
انثى العذراء
عدد المساهمات : 1134
السٌّمعَة : 12
تاريخ الميلاد : 16/09/1995
تاريخ التسجيل : 17/04/2011
العمر : 28

ابن خلدون Empty رد: ابن خلدون

الجمعة مايو 27, 2011 4:08 am
شكرا
kisho102
kisho102
عضو نشيط
الميزان
عدد المساهمات : 101
السٌّمعَة : 10
تاريخ الميلاد : 22/10/1997
تاريخ التسجيل : 09/07/2013
العمر : 26

ابن خلدون Empty رد: ابن خلدون

الأربعاء يوليو 17, 2013 9:25 pm
شكراً
الرجوع الى أعلى الصفحة
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى