قم بتسجيل الدخول للرد
B i G BoSSكبار الشخصيات
- عدد المساهمات : 278
السٌّمعَة : 12
تاريخ التسجيل : 23/06/2011
مختار نوح في حوار صريح : محاكمة مبارك تجري في مناخ لايحقق العدالة
الجمعة سبتمبر 16, 2011 3:53 pm
علي وتيرة الأحداث المتلاحقة الساخنة في جمعة تصحيح المسار جاء وقع
حديثي مع مختار نوح أحد محامي المدعين بالحق المدني.. أهمية الحوار لا
تكمن فقط في كونه أحد الراصدين والمتابعين لما يحدث في جلسات محاكمة مبارك
ورجاله وإنما لكونه أيضا صاحب تاريخ سياسي ونقابي طويل.
فجر نوح أكثر
من مفاجأة في حواره أولها أن محاكمة مبارك تتم في مناخ لايحقق العدالة،
وأن النائب العام تجاهل قضايا أخطر من القضية التي يحاكم بها مبارك..
وأن المحكمة تتعامل مع القضية باعتبارها قضية عادية وليست قضية شعب.
كما
قلل من أهمية شهود الإثبات مؤكدا أن الإدانة الحقيقية لمبارك تتطلب شاهدا
يقر بسماعه لأمر مباشر من مبارك بإطلاق النيران.. من هنا تأتي أهمية
شهادة المشير طنطاوي القائد الأعلي للقوات المسلحة والفريق سامي عنان قائد
الأركان والتي يمكن أن تحدد مسار القضية. وعليها أيضا سيحدد نوح موقفه
إما بالانسحاب أو الاستمرار ويتوقف ذلك علي تقديره مدي سير المحاكمة في
الاتجاه الصحيح أو انحرافها لتتحول إلي محاكمة عبثية.
❊❊ رصدك كمحام للمدعين عن الحق المدني لوقائع جلسات المحاكمة وتقييمك لها؟!
ـ
في رأيي أن المحكمة تعيش في مناخ لايحقق العدالة، ويرجع ذلك إلي أنه منذ
البداية وجدنا أن النيابة العامة هي التي تولت التحقيقات في هذه القضية،
والنيابة العامة معروف أن لديها عدة مشاكل أولها أنها تابعة لوزير العدل
أي أنها تابعة للسلطة التنفيذية، من ناحية أخري أن النيابة العامة التي
تتولي التحقيق في هذه القضية تابعة للرئيس حسني مبارك لأنه هو الذي أصدر
قرار تعيين النائب العام، الأمر الثالث أن قانون السلطة القضائية الذي
يقضي باستقلال النيابات عن السلطة التنفيذية لم ينظر فيه حتي الآن.
وبالتالي فالقضية ولدت في ظل تبعية إلي القوات المسلحة التي لم ترغب في
تقديم مبارك للمحاكمة.، فالرئيس المخلوع قدم للمحاكمة بسبب ضغط
الجماهير وليس بسبب تطبيق قواعد العدالة.
أما المشكلة الرابعة فهي أن
النيابة لم تحقق في جرائم حسني مبارك ولا جرائم حبيب العادلي وإنما حققت
فقط في موضوع معين وهو من الذي أصدر الأوامر بقتل المتظاهرين أي أنها لم
تحقق في جرائمهم القديمة التي ارتكبت علي مدار سنوات، فالعادلي قتل
العشرات داخل السجون ومبارك كان يعلم بذلك بل وأصدر الأوامر بذلك وكان يعلم
بجرائم التعذيب التي كانت يرتكبها وزير الداخلية ووافق عليها بل وشاهد
بعينيه بعض وقائع الضرب مثلما حدث للمواطن البورسعيدي الذي اتجه إليه
لتقديم شكوي له أو ما تردد أنه كان يهجم عليه وتم ضربه بشكل مفرط..
فلماذا تم التغاضي عن هذه الجرائم الكبري وتم الاكتفاء بالجريمة
الأخيرة.
❊❊ ربما يبرر ذلك بأن قضية قتل الثوار هي الأحدث والأقرب
والأكثر استيفاء للأوراق وأدلة الإدانة وتوفرا للشهود وبالتالي يكون أسهل
في إثبات الإدانة وليس العكس؟
ـ بل الوقائع الأخري أسهل، لأن السجين
عندما يموت في السجن فإن المسئولية تقع علي مأمور القسم أو الضابط المنوب
فإما أن يتم تحديد القاتل وإلا سيكون المتهم بقتله هو من أصدر الأوامر
وبذلك تكون الإدانة أسهل، إلا أن النائب العام لم يلتفت لذلك وتعمد ترك
هذه القضايا السهلة المتوفر فيها شهود ومتوفر فيها أوراق تثبت من الذي خرج
بالسجين ومن دخل به ووقائع قتله ومثبتة وأجري عليها مئات التحقيقات للأسف
كل هذه القضايا كان مقدما بها بلاغات لكن النيابة العامة حفظتها. هذه هي
الأجواء غير الصالحة التي بدأت فيها القضية.
❊❊ وهل استمرت هذه الأجواء إلي المراحل التالية من نظر القضية؟!
ـ
بالطبع حيث قامت النيابة العامة بتقديم القضية دون أن تجعلها قضية عامة،
بمعني أنها تعاملت معها باعتبارها قضية عادية وليست قضية وطنية
مصيرية. فلم تفتح باب الشهادة لعموم الناس، فالمفروض أن يفتح الباب لكل
من لديه شهادة ليدلي بها فتدعو كل من حضر واقعة القتل لا أن يقتصر الأمر
علي استدعاء الضباط للشهادة فهل هم فقط من يملكون الحقيقة ويستطيعون تحديد
مصدر الأوامر وهل هناك بالفعل أوامر صدرت بقتل المتظاهرين أم لا؟! هناك
من المواطنين من سمعوا هذه الأوامر وشاهدوا كبار الضباط وهم يأمرون الجنود
بإطلاق النار.. لكن للأسف استبعدت النيابة كل هؤلاء وتعاملت مع القضية
علي أنها جنحة ضرب فلم تفتح باب الشهادة للجمهور. صحيح أن المدعين بالحق
المدني من حقهم الآن استدعاء مايطلبونه من شهود، لكن هناك فرق بين
استدعاء النيابة لهم وبين أن يتم ذلك بناء علي طلب محامي المدعين بالحق
المدني. فاستدعاء النيابة سيكون أكثر جدية وسهولة وإلزاما في استدعاء
الشهود.
❊❊ هذا عن مرحلة ماقبل المحاكمة فماذا عن وقائع الجلسات ماذا دار فيها؟
ـ
أكثر ما يلفت نظري فيها أن القاضي مرهق ليس من كم الطلبات التي يقدمها
المحامون وإنما من حجم القضية، كما أنه قاضي أوراق وليس قاضي سياسة
وبالتالي فهو لا يجيد التعامل مع المدعين بالحق المدني. لأنه عندما يكون
قاضي سياسة أقصد بها السياسة الشرعية ـ فعليه أن يساوي بين الخصوم، ولكن
مايحدث أن القاضي يتعامل مع محامي المدعين بالحق المدني علي أنهم طالبو
تعويض، وهو بالطبع لايتناسب مع قضية كبيرة كالتي يحاكم فيها مبارك
فالمدعي بالحق المدني يمثل الشعب كله، فالمحكمة تتعامل مع المدعي
بالحق المدني علي أنه طالب تعويض بينما هو في الأصل طالب قصاص.
❊❊ وما مسئولية القاضي في هذه الحالة؟
ـ
القاضي عليه أن يحكم في القضية بوقائعها وواقعها، لايستطيع فصل الوقائع
عن الواقع، تماما مثلما يحدث علي سبيل المثال في جرائم الثأر بالصعيد نجد
أن الحكم فيها لايكون بالإعدام وإنما بالأشغال الشاقة المؤبدة والسبب
طبيعة وواقع المجتمع الصعيدي المعترف بجريمة الثأر والذي يأخذه القاضي بعين
الاعتبار عند الحكم في القضية فيكتفي بالأشغال الشاقة بدلا من الإعدام.
❊❊ لكن يقال إنه في قضايا الجنايات أن القاضي لايحكم فقط بالأوراق وإنما أيضا بما يستقر إليه ضميره وقناعته؟!
ـ هي قناعة من خلال أوراق وشهود وليست قناعة من هوي.
❊❊ أفهم أن هناك تحفظات لديك علي إدارة الجلسات؟!
ـ
ما أراه أن القاضي لا يدرك أن المدعين بالحق المدني يمثلون الشعب المصري
وعندما يمنعهم من الكلام فكأنه بذلك يمنع صوت الشعب ولو أدرك ذلك لترك
حرية الكلمة لكل واحد منهم فأنا علي سبيل المثال لا أطلب تعويضا رغم أن
لديّ توكيلات لـ 286 مدعيا بالحق المدني ليس من بينهم من يطلب
تعويضا، ومايحدث يدفعنا لدراسة ومناقشة احتمال عدم استكمال القضية
والانسجاب منها.
❊❊ لماذا؟!
ـ لأن القاضي يتعامل مع القضية
علي أنها جناية عادية، يعني لو ثبت أن حسني مبارك لم يصدر الأوامر أو
إذا لم نستطع إثبات أنه أصدر الأوامر ولم نجد من الشهود من يثبت ذلك ستكون
البراءة من نصيبه.. فالقاضي هنا لايتعامل مع القضية باعتبارها قضية
شعب.
❊❊ وهل تري أن الانسحاب هو الحل الأمثل للتعامل مع هذه المشكلة؟
ـ
لم أقرر بعد الانسحاب، كل ما قصدت قوله إن المدعين بالحق المدني لا
يطلبون تعويضات، ومن ثم فهم يرون أنه في حالة عدم التأكد من جدية سير
القضية سيطلبون الانسحاب منها.
❊❊ لكن ألا تحمل كمحامي المدعين بالحق المدني جزءا من المسئولية بسبب عدم التنسيق والعشوائية والفوضي التي بدا عليها معظمهم؟!
ـ
القاضي هو من يصنع الزحام.. فإذا لم ينظم حقوق المدعين بالحق المدني
تكون النتيجة تلك الحالة من التدافع والفوضي التي تتحدثين عنها ولكي يظهر
المحامون بهذا المظهر.. فالمفروض أنه يتلقي التوكيلات المقدمة ويقوم
بتنظيم الجلسة ويترك الفرصة لكل محام لتأدية واجبه.. إلا أن عدم تنظيم
حقوق المدعين بالحق المدني وتركهم دون اهتمام يظهرهم وكأنهم يتنازعون
لتقديم طلباتهم.
❊❊ ولكن ألا يفترض أيضا أن يكون هناك تنسيق فيما بينكم؟!
ـ كيف أنظم، من الصعب تحقيق ذلك، فهل يمكن أن أمنع أي محام من ممارسة حقه فكل محام يريد أن يدافع عن موكله.
❊❊ ولماذا لايتم تشكيل لجنة دفاع؟!
ـ
من الصعب تشكيل لجنة فلايجوز لمحام أن يتكلم نيابة عن آخر في قضية
موكله.. والأمر نفسه ينطبق علي محامي الدفاع عن حسني مبارك من الصعب أن
يشكلوا لجنة ويكتفوا بمحام واحد فقط للدفاع.
❊❊ لكن الواقع يظهر أن محامي مبارك أكثر تنظيما؟!
ـ يظهرون كذلك لأنهم خمسة فقط والباقي كله داخل باتفاق مع الأمن.
❊❊ لماذا انسحبت من إحدي الجلسات؟
ـ
انسحبت لكني عدت لأحضر الآن بصفتي متابعا وليس مدافعا.. أي أنني أراقب
الجلسات وأدرس مايدور فيها وعليه سأتخذ قرارا إما بالاستمرار أو الانسحاب
نهائيا.
❊❊ هل تقصد بذلك مايدور في الجلسات السرية؟!
ـ سأتابع
مايحدث فيها وأنتظر كيف تدور وقائع الجلسة والشهادة التي سيدلي بها المشير
طنطاوي والفريق سامي عنان وغيرهما وعليه سأتخذ قراري بتحديد موقفي من
الانسحاب أو عدمه.
❊❊ وماذا تتوقع أن تكون عليه شهادة المشير .. ومامغزي استدعائه هو والفريق عنان للشهادة؟
ـ
أي إجابة تقال غير أنه شاهد أوسمع الرئيس وهو يصدر الأوامر هي إجابة لا
لزوم لها وفي تقديري أن الإجابة لن تخرج عن تأكيد هؤلاء علي القول بأنه في
مثل هذه الحالات جرت العادة علي أن يتم ذلك بناء علي أمر الرئيس لكن لم
يصدر الأمر لي.
❊❊ وعلي هذه الشهادة سيتوقف قرارك بالانسحاب؟
ـ
بالطبع لأنه في هذه الحالة سيكون مايحدث عبثيا.. صحيح أن المحكمة نزيهة
لكن الواقع والأجواء التي تتم فيها المحاكمة غير نزيهة فالقضية ولدت منذ
البداية مشوهة ومتعسرة.
❊❊ هل تري أن القاضي يبدي اهتماما وصبرا لمحامي المدعين بالحق المدني ومحامي الدفاع عن مبارك بنفس القدر وعلي حد سواء؟
ـ هو لا يتعامل مطلقا مع المدعين بالحق المدني وهو يعاملهم علي أنهم طالبو تعويض لا طالبو قصاص.
❊❊
ما تقييمك لشهادة الشهود خاصة شاهدي الإثبات الثامن والتاسع ألا
تدفعنا شهادتاهما لقليل من التفاؤل لإمكانية إدانة مبارك والعادلي؟
ـ
أري أن شهادة الشهود حتي الآن »فشنك«.. فالشهادة المطلوبة أن يتقدم من
استمع أو قرأ أوامر الرئيس مبارك وهو يأمر باستخدام الطلقات، فإذا ما أقر
المشير طنطاوي بذلك أو غيره من الشهود بأنهم تلقوا الأوامر من مبارك
باستخدام القوة ورفضوا.. ماعدا ذلك تصبح الشهادة مجرد إدانة لآخرين ليس
من بينهم حسني مبارك وإنما يمكن أن يدان فقط وزير الداخلية بأنه تجاوز
اختصاصاته وأمر بإطلاق النار.
❊❊ هل تتوقع أن يظهر الشاهد الذي يثبت إدانة مبارك؟
ـ لما يظهر يحلها ربنا لا أستطيع التخمين لكني بالطبع أتمني ظهور مثل هذا الشاهد.
❊❊ إلي أي مدي تتوقع براءة مبارك؟
ـ كلما مرت الأيام اهتزت ثقتي في هذا الواقع.
❊❊ وحتي يتغير هذا الواقع هل المطلوب شاهد إثبات فقط أم أشياء أخري؟
ـ
مطلوب جدية وصدق فللأسف القضايا يتعامل معها بغير جدية وصدق.. فمثلا كنت
أتوقع أن يحصل أسامة الشيخ علي براءة لأن التهمة الموجهة له إهدار المال
العام في مسلسل.. وهي ليست تهمة أصلا وطبيعي أن يحصل علي براءة.. فهو
قدم كي يحصل علي براءة وقدم فقط لإسكات الناس وامتصاص غضب الجمهور ثم في
النهاية يضحك ويبتسم ويبكي بعد إعلان براءته ويحيا العدل وكأننا أمام
مسرحية كبيرة.
❊❊ وماذا لو حصل مبارك علي براءة هل تتوقع أن يمر الأمر كما حدث مع الشيخ؟
ـ لا.. خاصة بعد مظاهرات جمعة تصحيح المسار والتي دلت علي أن الشعب المصري متحفز ويقظ ويعلم أنه مازالت الثورة لم تأت بعد.
❊❊ لم تأت أم لم يكتمل نجاحها؟
ـ
في رأيي أنها لم تأت، لأقرب المعني سأضرب لك مثالا بالثورة الفرنسية حيث
قام الفرنسيون بخمس ثورات حتي كتب لإحداها النجاح.. الأخيرة فقط هي
من حملت لقب الثورة.
❊❊ وهلي تري أننا في انتظار ثورات أخري؟
ـ
نحتاج بالفعل لثورات أخري وإن كان الوقت ليس في صالح الثوار وكذلك بعض
التيارات السياسية لا يتعاطفون مع الثورة الآن بعدما حققوا كثيرا من
المصالح لكن أعتقد الثورة قادمة مرة أخري.
❊❊ هل ماحدث في جمعة تصحيح المسار هو ما دفعك لهذه القناعة؟
ـ
عندما يحضر أكثر من 100 ألف ويحشدون بهذه القوة وبهذه الحماسة والوعي
والعمق يجعلني علي قناعة أن من يسعي لمصلحة مصر وإنجاح الثورة مازالوا
يشكلون رقما صعبا.
❊❊ لكن كيف تقرأ ماحدث من هجوم استهدف وزارة
الداخلية ومديرية أمن الجيزة وسفارتي السعودية وإسرائيل.. هل تراه هجوما
مبررا أم حماسا يمكن أن يؤدي إلي عكس الهدف منه؟!
ـ عندما يصدر المجلس
العسكري بيان رقم (74) يؤكد فيه أنه لن يتدخل في المظاهرة ولن يحميها
وغير مسئول عما يحدث فيها، فلاشك أنه سيشجع البعض إلي فعل أي شيء.. فهل
يعقل أن من يحكم يقول »مليش دعوة«.
❊❊ هل تري أن ماحدث بفعل حماس مفرط أم بفعل اختراق تم من جهة ما للمتظاهرين ودفعهم إلي ماحدث لتبرير هجوم معد له سلفا؟
ـ
أنا غير مؤمن بالبلطجية وأري أنهم مجموعة من الموظفين تعمل لحساب جهة ما
لأداء مهمة معينة، كما أنني غير مقتنع بأن تقوم ثورة بحرق أو تخريب
وأري أن سلوك المتظاهرين حتي الآن يؤكد أن السلمية عندهم هدف.
❊❊ ومن قام إذن بالهجوم؟
ـ من الواضح أن ماتم جاء بناء علي تكليف لتحقيق خطة أن الثورة ضد الاستقرار وضد الشعب ولا أعرف من له مصلحة في ذلك.
❊❊ ما الدافع وراء الهجوم علي السفارة السعودية وما الرسالة المستهدفة من ذلك؟
ـ
معروف أن السعودية الآن تقف ضد حركات التحرر في البلدان العربية
فالنظام السعودي يعتمد علي حكم العائلة الذي انتهي من حوالي 465
سنة آخر حكم عائلة كان بريطانيا ولم يتبق منه سوي الرمز، وآخر حكم
عائلي في الشرق الأوسط كان من حوالي 60 عاما.. ثم جاءت الرئاسات في
الشرق الأوسط لكنها للأسف جاءت علي نسق حكم العائلة كذلك جاءت الممالك
والسلاطين وكل ماحدث أنه تم شطب حكم العائلة ووضع مكانها جمهوريات أو ممالك
أو سلطة ثم تغني كل منها بالديمقراطية ـ لكن مع قيام الثورات الأخيرة
والتي بالطبع ستأخذ مرة علي ماتؤتي ثمارها لكن في النهاية هي نجحت في إسقاط
حكم العائلة وهذا هو ما يقلق السعودية التي مازالت تحكمها العائلة وكذلك
الكويت والبحرين.
من هنا كان السبب وراء دفاع السعودية عن مبارك
وإفشال الثورة. وعليه جاءت المظاهرات أمام السفارة السعودية وهي ما أراد
بها المتظاهرون توصيل رسالة بأن الشعب المصري ليس بالشعب الذي يقبل العقاب
ويرفض ماحدث لامتهان المعتمرين المصريين.
وإن كنت أعتقد أن السعودية
لم ترد معاقبة الشعب المصري وإنما هي تمر بمرحلة تخبط وحالة تجييش وتعبئة
ضد الثورة وليس الشعب. وأيا ما كان الهدف فإن رسالة الثوار كانت »كفاك
التدخل في شئون مصر«. ولاينسي هؤلاء الثوار أن السعودية هي أول من أعلنت
حمايتها لأول ديكتاتور سقط وهو زين العابدين ومن بعده مارست ضغوطا لعدم
المساس بمبارك أو تقديمه للمحاكمة.
❊❊ وماذا عن رسالة المتظاهرين التي أرادوا توصيلها من هجوم علي الداخلية ومديرية أمن الجيزة؟
ـ
لأن الداخلية لها موقف واضح بالولاء لوزيرها السابق حبيب العادلي والنظام
السابق ومن ثم كان الهدف من استهدافها كشف هذا الدور والاحتجاج عليه.
❊❊
نصل إلي السفارة الإسرائيلية كيف تقيم استهدافها للمرة الثانية وهل تري
أن ذلك رد فعل شعبي طبيعي بعدما جاء رد الفعل الرسمي مخيبا لآمالها؟
ـ
أعتقد أن الرسالة الموجهة باستهداف السفارة الإسرائيلية كانت للمجلس
العسكري في المقام الأول بأنه لم يفعل شيئا. فالموقف من قتل المصريين
أسوأ من موقفهم من محاكمة حسني مبارك.. وأعتقد أنه لو كان مبارك مازال
يحكم لاتخد موقفا أقوي علي الأقل كان سيدين ويشجب.
❊❊ هل تري أن الوسيلة التي اتخذت لتوصيل هذه الرسالة كانت موفقة أم جانبها التوفيق؟
ـ
الوسيلة للتعبير عن الثورة هي المظاهرات والأعمال السلمية.. لذلك أري أن
الوسيلة التي استخدمها المتظاهرون يوم الجمعة الماضية موفقة وليست موفقة،
بمعني أدق هي وسيلة مشروعة.. ومن المشروعية أيضا أن تستمر المظاهرات
حتي تحقق الثورة نتائجها.
أما تحديدا ما حدث في السفارة الإسرائيلية
فهو عمل في رأيي مشروع جدا لأن وجود السفارة هو العمل غير المشروع..
فالمجلس العسكري حين يبقي علي السفارة ويستمر علي العلاقات مع إسرائيل
رغم ماحدث من قتل المصريين دون أن يأخذ حقوقهم يحتاج إلي مراجعة. كلامي
لايعني مطالبة المجلس بقطع العلاقات مع إسرائيل وإنما أطلب منه حقوق
المصريين والفرق كبير بين المطلبين.
فتركيا علي سبيل المثال لم تطلب
قطع العلاقات من إسرائيل بعد انتهاكها لسفينة مرمرة التركية وإنما طلبت
الاعتذار ودفع التعويضات وعندما ماطلت تل أبيب في الاستجابة قامت أنقرة
بتجميد العلاقات معني ذلك أنها تسير وفق خطوات محددة.. أما في مصر فلم
تتم بأي خطوة ولم توضع خطة ومن ثم فمن حق الشعب التعبير عن رفضه لوجود
السفارة بنفسه. نتيجة بالطبع لعدم اتخاذ الرد المناسب علي قتل إسرائيل
للجنود المصريين.
❊❊ في ظل تتابع الأحداث وتلاحقها الآن تري إلي أين تسير الثورة وهل تتوقع مزيدا من الثورات؟
ـ
الثورة مستمرة إلي أن تحقق أهدافها أو بمعني أدق أري أن الثورة لم تأت
بعد.. فما حدث لايمكن أن يطلق عليه ثورة إلا إذا حققت نتائجها. ومن
الواضح حتي الآن أنه كان هناك شروع في التغيير لكن لم يحدث.. فالثورة
سرقت ومن حيث نتائجها لم تتحقق ولم تأت.. فلا يمكن اعتبار أن الثورة نجحت
إلا إذا حققت نتائجها.
❊❊ وإلي أي مدي تتوقع نجاحها؟
ـ بقدر الإصرار علي الاستمرار سيتوقف النجاح وأتوقع أن ماحدث يوم الجمعة هو مؤشر علي إمكانية نجاح الثورة.
❊❊ نعود إلي محاكمة مبارك ماهو رأيك في طلب بعض محامي المدعين بالحق المدني برد المحكمة؟
ـ
التعامل مع هذه القضية بالإجراءات القانونية غير وارد وأري أن هذه
القضية ثورية وأنه لو تلاحظ أنها لاتسير في المناخ الطبيعي للعدالة علي
المحامين أن ينسحبوا ولا يعترفوا بهذه المحاكمة، لكن حسني مبارك لايصبح
بريئا حتي لو صدر حكم من المحكمة بذلك ولايمكن الاعتراف بواقع يقول إن حسني
مبارك بريء.
❊❊ ماهي الخطوة التالية؟
ـ لكل حادث حديث وسيتحدد
موقفنا بعد سماع شهادة الشهود في الجلسات السرية. وهنا أحب أن أتوقف
لأتساءل لماذا تتم الجلسات سرية. صحيح أن القاضي له مطلق الحرية أن يجعل
الجلسة سرية. لكني أيضا لي مطلق الحرية في التساؤل لماذا؟
❊❊ يقال إن سبب المنع لدواعي الأمن القومي؟
ـ
لا أفهم معني ذلك.. فالمحامون سيحضرون وكذلك السكرتارية وسيتم كتابة
أقوالهم في أوراق وستظهر فيما بعد .. إذن لماذا السرية.. أعرف أن
السرية تكون عندما يكون هناك كلام مخجل أو عيب أو حساس في قضايا النسب
والزني والاغتصاب هنا من حق القاضي أن يجعل الجلسة سرية أو لاعتبارات أنه
لايريد أحدا أن يعرف بوقائع الموضوع فيتمكن المتهمون من الهرب وهذا ما
لاينطبق علي هذه القضية.. أنا أتساءل كمواطن عادي ببراءة؟
أعتقد أن ماسيحدث مؤشر لاتجاه القاضي لتحويل المدعين للحق المدني إلي محكمة مدنية وهو ما لا أتمناه.
حديثي مع مختار نوح أحد محامي المدعين بالحق المدني.. أهمية الحوار لا
تكمن فقط في كونه أحد الراصدين والمتابعين لما يحدث في جلسات محاكمة مبارك
ورجاله وإنما لكونه أيضا صاحب تاريخ سياسي ونقابي طويل.
فجر نوح أكثر
من مفاجأة في حواره أولها أن محاكمة مبارك تتم في مناخ لايحقق العدالة،
وأن النائب العام تجاهل قضايا أخطر من القضية التي يحاكم بها مبارك..
وأن المحكمة تتعامل مع القضية باعتبارها قضية عادية وليست قضية شعب.
كما
قلل من أهمية شهود الإثبات مؤكدا أن الإدانة الحقيقية لمبارك تتطلب شاهدا
يقر بسماعه لأمر مباشر من مبارك بإطلاق النيران.. من هنا تأتي أهمية
شهادة المشير طنطاوي القائد الأعلي للقوات المسلحة والفريق سامي عنان قائد
الأركان والتي يمكن أن تحدد مسار القضية. وعليها أيضا سيحدد نوح موقفه
إما بالانسحاب أو الاستمرار ويتوقف ذلك علي تقديره مدي سير المحاكمة في
الاتجاه الصحيح أو انحرافها لتتحول إلي محاكمة عبثية.
❊❊ رصدك كمحام للمدعين عن الحق المدني لوقائع جلسات المحاكمة وتقييمك لها؟!
ـ
في رأيي أن المحكمة تعيش في مناخ لايحقق العدالة، ويرجع ذلك إلي أنه منذ
البداية وجدنا أن النيابة العامة هي التي تولت التحقيقات في هذه القضية،
والنيابة العامة معروف أن لديها عدة مشاكل أولها أنها تابعة لوزير العدل
أي أنها تابعة للسلطة التنفيذية، من ناحية أخري أن النيابة العامة التي
تتولي التحقيق في هذه القضية تابعة للرئيس حسني مبارك لأنه هو الذي أصدر
قرار تعيين النائب العام، الأمر الثالث أن قانون السلطة القضائية الذي
يقضي باستقلال النيابات عن السلطة التنفيذية لم ينظر فيه حتي الآن.
وبالتالي فالقضية ولدت في ظل تبعية إلي القوات المسلحة التي لم ترغب في
تقديم مبارك للمحاكمة.، فالرئيس المخلوع قدم للمحاكمة بسبب ضغط
الجماهير وليس بسبب تطبيق قواعد العدالة.
أما المشكلة الرابعة فهي أن
النيابة لم تحقق في جرائم حسني مبارك ولا جرائم حبيب العادلي وإنما حققت
فقط في موضوع معين وهو من الذي أصدر الأوامر بقتل المتظاهرين أي أنها لم
تحقق في جرائمهم القديمة التي ارتكبت علي مدار سنوات، فالعادلي قتل
العشرات داخل السجون ومبارك كان يعلم بذلك بل وأصدر الأوامر بذلك وكان يعلم
بجرائم التعذيب التي كانت يرتكبها وزير الداخلية ووافق عليها بل وشاهد
بعينيه بعض وقائع الضرب مثلما حدث للمواطن البورسعيدي الذي اتجه إليه
لتقديم شكوي له أو ما تردد أنه كان يهجم عليه وتم ضربه بشكل مفرط..
فلماذا تم التغاضي عن هذه الجرائم الكبري وتم الاكتفاء بالجريمة
الأخيرة.
❊❊ ربما يبرر ذلك بأن قضية قتل الثوار هي الأحدث والأقرب
والأكثر استيفاء للأوراق وأدلة الإدانة وتوفرا للشهود وبالتالي يكون أسهل
في إثبات الإدانة وليس العكس؟
ـ بل الوقائع الأخري أسهل، لأن السجين
عندما يموت في السجن فإن المسئولية تقع علي مأمور القسم أو الضابط المنوب
فإما أن يتم تحديد القاتل وإلا سيكون المتهم بقتله هو من أصدر الأوامر
وبذلك تكون الإدانة أسهل، إلا أن النائب العام لم يلتفت لذلك وتعمد ترك
هذه القضايا السهلة المتوفر فيها شهود ومتوفر فيها أوراق تثبت من الذي خرج
بالسجين ومن دخل به ووقائع قتله ومثبتة وأجري عليها مئات التحقيقات للأسف
كل هذه القضايا كان مقدما بها بلاغات لكن النيابة العامة حفظتها. هذه هي
الأجواء غير الصالحة التي بدأت فيها القضية.
❊❊ وهل استمرت هذه الأجواء إلي المراحل التالية من نظر القضية؟!
ـ
بالطبع حيث قامت النيابة العامة بتقديم القضية دون أن تجعلها قضية عامة،
بمعني أنها تعاملت معها باعتبارها قضية عادية وليست قضية وطنية
مصيرية. فلم تفتح باب الشهادة لعموم الناس، فالمفروض أن يفتح الباب لكل
من لديه شهادة ليدلي بها فتدعو كل من حضر واقعة القتل لا أن يقتصر الأمر
علي استدعاء الضباط للشهادة فهل هم فقط من يملكون الحقيقة ويستطيعون تحديد
مصدر الأوامر وهل هناك بالفعل أوامر صدرت بقتل المتظاهرين أم لا؟! هناك
من المواطنين من سمعوا هذه الأوامر وشاهدوا كبار الضباط وهم يأمرون الجنود
بإطلاق النار.. لكن للأسف استبعدت النيابة كل هؤلاء وتعاملت مع القضية
علي أنها جنحة ضرب فلم تفتح باب الشهادة للجمهور. صحيح أن المدعين بالحق
المدني من حقهم الآن استدعاء مايطلبونه من شهود، لكن هناك فرق بين
استدعاء النيابة لهم وبين أن يتم ذلك بناء علي طلب محامي المدعين بالحق
المدني. فاستدعاء النيابة سيكون أكثر جدية وسهولة وإلزاما في استدعاء
الشهود.
❊❊ هذا عن مرحلة ماقبل المحاكمة فماذا عن وقائع الجلسات ماذا دار فيها؟
ـ
أكثر ما يلفت نظري فيها أن القاضي مرهق ليس من كم الطلبات التي يقدمها
المحامون وإنما من حجم القضية، كما أنه قاضي أوراق وليس قاضي سياسة
وبالتالي فهو لا يجيد التعامل مع المدعين بالحق المدني. لأنه عندما يكون
قاضي سياسة أقصد بها السياسة الشرعية ـ فعليه أن يساوي بين الخصوم، ولكن
مايحدث أن القاضي يتعامل مع محامي المدعين بالحق المدني علي أنهم طالبو
تعويض، وهو بالطبع لايتناسب مع قضية كبيرة كالتي يحاكم فيها مبارك
فالمدعي بالحق المدني يمثل الشعب كله، فالمحكمة تتعامل مع المدعي
بالحق المدني علي أنه طالب تعويض بينما هو في الأصل طالب قصاص.
❊❊ وما مسئولية القاضي في هذه الحالة؟
ـ
القاضي عليه أن يحكم في القضية بوقائعها وواقعها، لايستطيع فصل الوقائع
عن الواقع، تماما مثلما يحدث علي سبيل المثال في جرائم الثأر بالصعيد نجد
أن الحكم فيها لايكون بالإعدام وإنما بالأشغال الشاقة المؤبدة والسبب
طبيعة وواقع المجتمع الصعيدي المعترف بجريمة الثأر والذي يأخذه القاضي بعين
الاعتبار عند الحكم في القضية فيكتفي بالأشغال الشاقة بدلا من الإعدام.
❊❊ لكن يقال إنه في قضايا الجنايات أن القاضي لايحكم فقط بالأوراق وإنما أيضا بما يستقر إليه ضميره وقناعته؟!
ـ هي قناعة من خلال أوراق وشهود وليست قناعة من هوي.
❊❊ أفهم أن هناك تحفظات لديك علي إدارة الجلسات؟!
ـ
ما أراه أن القاضي لا يدرك أن المدعين بالحق المدني يمثلون الشعب المصري
وعندما يمنعهم من الكلام فكأنه بذلك يمنع صوت الشعب ولو أدرك ذلك لترك
حرية الكلمة لكل واحد منهم فأنا علي سبيل المثال لا أطلب تعويضا رغم أن
لديّ توكيلات لـ 286 مدعيا بالحق المدني ليس من بينهم من يطلب
تعويضا، ومايحدث يدفعنا لدراسة ومناقشة احتمال عدم استكمال القضية
والانسجاب منها.
❊❊ لماذا؟!
ـ لأن القاضي يتعامل مع القضية
علي أنها جناية عادية، يعني لو ثبت أن حسني مبارك لم يصدر الأوامر أو
إذا لم نستطع إثبات أنه أصدر الأوامر ولم نجد من الشهود من يثبت ذلك ستكون
البراءة من نصيبه.. فالقاضي هنا لايتعامل مع القضية باعتبارها قضية
شعب.
❊❊ وهل تري أن الانسحاب هو الحل الأمثل للتعامل مع هذه المشكلة؟
ـ
لم أقرر بعد الانسحاب، كل ما قصدت قوله إن المدعين بالحق المدني لا
يطلبون تعويضات، ومن ثم فهم يرون أنه في حالة عدم التأكد من جدية سير
القضية سيطلبون الانسحاب منها.
❊❊ لكن ألا تحمل كمحامي المدعين بالحق المدني جزءا من المسئولية بسبب عدم التنسيق والعشوائية والفوضي التي بدا عليها معظمهم؟!
ـ
القاضي هو من يصنع الزحام.. فإذا لم ينظم حقوق المدعين بالحق المدني
تكون النتيجة تلك الحالة من التدافع والفوضي التي تتحدثين عنها ولكي يظهر
المحامون بهذا المظهر.. فالمفروض أنه يتلقي التوكيلات المقدمة ويقوم
بتنظيم الجلسة ويترك الفرصة لكل محام لتأدية واجبه.. إلا أن عدم تنظيم
حقوق المدعين بالحق المدني وتركهم دون اهتمام يظهرهم وكأنهم يتنازعون
لتقديم طلباتهم.
❊❊ ولكن ألا يفترض أيضا أن يكون هناك تنسيق فيما بينكم؟!
ـ كيف أنظم، من الصعب تحقيق ذلك، فهل يمكن أن أمنع أي محام من ممارسة حقه فكل محام يريد أن يدافع عن موكله.
❊❊ ولماذا لايتم تشكيل لجنة دفاع؟!
ـ
من الصعب تشكيل لجنة فلايجوز لمحام أن يتكلم نيابة عن آخر في قضية
موكله.. والأمر نفسه ينطبق علي محامي الدفاع عن حسني مبارك من الصعب أن
يشكلوا لجنة ويكتفوا بمحام واحد فقط للدفاع.
❊❊ لكن الواقع يظهر أن محامي مبارك أكثر تنظيما؟!
ـ يظهرون كذلك لأنهم خمسة فقط والباقي كله داخل باتفاق مع الأمن.
❊❊ لماذا انسحبت من إحدي الجلسات؟
ـ
انسحبت لكني عدت لأحضر الآن بصفتي متابعا وليس مدافعا.. أي أنني أراقب
الجلسات وأدرس مايدور فيها وعليه سأتخذ قرارا إما بالاستمرار أو الانسحاب
نهائيا.
❊❊ هل تقصد بذلك مايدور في الجلسات السرية؟!
ـ سأتابع
مايحدث فيها وأنتظر كيف تدور وقائع الجلسة والشهادة التي سيدلي بها المشير
طنطاوي والفريق سامي عنان وغيرهما وعليه سأتخذ قراري بتحديد موقفي من
الانسحاب أو عدمه.
❊❊ وماذا تتوقع أن تكون عليه شهادة المشير .. ومامغزي استدعائه هو والفريق عنان للشهادة؟
ـ
أي إجابة تقال غير أنه شاهد أوسمع الرئيس وهو يصدر الأوامر هي إجابة لا
لزوم لها وفي تقديري أن الإجابة لن تخرج عن تأكيد هؤلاء علي القول بأنه في
مثل هذه الحالات جرت العادة علي أن يتم ذلك بناء علي أمر الرئيس لكن لم
يصدر الأمر لي.
❊❊ وعلي هذه الشهادة سيتوقف قرارك بالانسحاب؟
ـ
بالطبع لأنه في هذه الحالة سيكون مايحدث عبثيا.. صحيح أن المحكمة نزيهة
لكن الواقع والأجواء التي تتم فيها المحاكمة غير نزيهة فالقضية ولدت منذ
البداية مشوهة ومتعسرة.
❊❊ هل تري أن القاضي يبدي اهتماما وصبرا لمحامي المدعين بالحق المدني ومحامي الدفاع عن مبارك بنفس القدر وعلي حد سواء؟
ـ هو لا يتعامل مطلقا مع المدعين بالحق المدني وهو يعاملهم علي أنهم طالبو تعويض لا طالبو قصاص.
❊❊
ما تقييمك لشهادة الشهود خاصة شاهدي الإثبات الثامن والتاسع ألا
تدفعنا شهادتاهما لقليل من التفاؤل لإمكانية إدانة مبارك والعادلي؟
ـ
أري أن شهادة الشهود حتي الآن »فشنك«.. فالشهادة المطلوبة أن يتقدم من
استمع أو قرأ أوامر الرئيس مبارك وهو يأمر باستخدام الطلقات، فإذا ما أقر
المشير طنطاوي بذلك أو غيره من الشهود بأنهم تلقوا الأوامر من مبارك
باستخدام القوة ورفضوا.. ماعدا ذلك تصبح الشهادة مجرد إدانة لآخرين ليس
من بينهم حسني مبارك وإنما يمكن أن يدان فقط وزير الداخلية بأنه تجاوز
اختصاصاته وأمر بإطلاق النار.
❊❊ هل تتوقع أن يظهر الشاهد الذي يثبت إدانة مبارك؟
ـ لما يظهر يحلها ربنا لا أستطيع التخمين لكني بالطبع أتمني ظهور مثل هذا الشاهد.
❊❊ إلي أي مدي تتوقع براءة مبارك؟
ـ كلما مرت الأيام اهتزت ثقتي في هذا الواقع.
❊❊ وحتي يتغير هذا الواقع هل المطلوب شاهد إثبات فقط أم أشياء أخري؟
ـ
مطلوب جدية وصدق فللأسف القضايا يتعامل معها بغير جدية وصدق.. فمثلا كنت
أتوقع أن يحصل أسامة الشيخ علي براءة لأن التهمة الموجهة له إهدار المال
العام في مسلسل.. وهي ليست تهمة أصلا وطبيعي أن يحصل علي براءة.. فهو
قدم كي يحصل علي براءة وقدم فقط لإسكات الناس وامتصاص غضب الجمهور ثم في
النهاية يضحك ويبتسم ويبكي بعد إعلان براءته ويحيا العدل وكأننا أمام
مسرحية كبيرة.
❊❊ وماذا لو حصل مبارك علي براءة هل تتوقع أن يمر الأمر كما حدث مع الشيخ؟
ـ لا.. خاصة بعد مظاهرات جمعة تصحيح المسار والتي دلت علي أن الشعب المصري متحفز ويقظ ويعلم أنه مازالت الثورة لم تأت بعد.
❊❊ لم تأت أم لم يكتمل نجاحها؟
ـ
في رأيي أنها لم تأت، لأقرب المعني سأضرب لك مثالا بالثورة الفرنسية حيث
قام الفرنسيون بخمس ثورات حتي كتب لإحداها النجاح.. الأخيرة فقط هي
من حملت لقب الثورة.
❊❊ وهلي تري أننا في انتظار ثورات أخري؟
ـ
نحتاج بالفعل لثورات أخري وإن كان الوقت ليس في صالح الثوار وكذلك بعض
التيارات السياسية لا يتعاطفون مع الثورة الآن بعدما حققوا كثيرا من
المصالح لكن أعتقد الثورة قادمة مرة أخري.
❊❊ هل ماحدث في جمعة تصحيح المسار هو ما دفعك لهذه القناعة؟
ـ
عندما يحضر أكثر من 100 ألف ويحشدون بهذه القوة وبهذه الحماسة والوعي
والعمق يجعلني علي قناعة أن من يسعي لمصلحة مصر وإنجاح الثورة مازالوا
يشكلون رقما صعبا.
❊❊ لكن كيف تقرأ ماحدث من هجوم استهدف وزارة
الداخلية ومديرية أمن الجيزة وسفارتي السعودية وإسرائيل.. هل تراه هجوما
مبررا أم حماسا يمكن أن يؤدي إلي عكس الهدف منه؟!
ـ عندما يصدر المجلس
العسكري بيان رقم (74) يؤكد فيه أنه لن يتدخل في المظاهرة ولن يحميها
وغير مسئول عما يحدث فيها، فلاشك أنه سيشجع البعض إلي فعل أي شيء.. فهل
يعقل أن من يحكم يقول »مليش دعوة«.
❊❊ هل تري أن ماحدث بفعل حماس مفرط أم بفعل اختراق تم من جهة ما للمتظاهرين ودفعهم إلي ماحدث لتبرير هجوم معد له سلفا؟
ـ
أنا غير مؤمن بالبلطجية وأري أنهم مجموعة من الموظفين تعمل لحساب جهة ما
لأداء مهمة معينة، كما أنني غير مقتنع بأن تقوم ثورة بحرق أو تخريب
وأري أن سلوك المتظاهرين حتي الآن يؤكد أن السلمية عندهم هدف.
❊❊ ومن قام إذن بالهجوم؟
ـ من الواضح أن ماتم جاء بناء علي تكليف لتحقيق خطة أن الثورة ضد الاستقرار وضد الشعب ولا أعرف من له مصلحة في ذلك.
❊❊ ما الدافع وراء الهجوم علي السفارة السعودية وما الرسالة المستهدفة من ذلك؟
ـ
معروف أن السعودية الآن تقف ضد حركات التحرر في البلدان العربية
فالنظام السعودي يعتمد علي حكم العائلة الذي انتهي من حوالي 465
سنة آخر حكم عائلة كان بريطانيا ولم يتبق منه سوي الرمز، وآخر حكم
عائلي في الشرق الأوسط كان من حوالي 60 عاما.. ثم جاءت الرئاسات في
الشرق الأوسط لكنها للأسف جاءت علي نسق حكم العائلة كذلك جاءت الممالك
والسلاطين وكل ماحدث أنه تم شطب حكم العائلة ووضع مكانها جمهوريات أو ممالك
أو سلطة ثم تغني كل منها بالديمقراطية ـ لكن مع قيام الثورات الأخيرة
والتي بالطبع ستأخذ مرة علي ماتؤتي ثمارها لكن في النهاية هي نجحت في إسقاط
حكم العائلة وهذا هو ما يقلق السعودية التي مازالت تحكمها العائلة وكذلك
الكويت والبحرين.
من هنا كان السبب وراء دفاع السعودية عن مبارك
وإفشال الثورة. وعليه جاءت المظاهرات أمام السفارة السعودية وهي ما أراد
بها المتظاهرون توصيل رسالة بأن الشعب المصري ليس بالشعب الذي يقبل العقاب
ويرفض ماحدث لامتهان المعتمرين المصريين.
وإن كنت أعتقد أن السعودية
لم ترد معاقبة الشعب المصري وإنما هي تمر بمرحلة تخبط وحالة تجييش وتعبئة
ضد الثورة وليس الشعب. وأيا ما كان الهدف فإن رسالة الثوار كانت »كفاك
التدخل في شئون مصر«. ولاينسي هؤلاء الثوار أن السعودية هي أول من أعلنت
حمايتها لأول ديكتاتور سقط وهو زين العابدين ومن بعده مارست ضغوطا لعدم
المساس بمبارك أو تقديمه للمحاكمة.
❊❊ وماذا عن رسالة المتظاهرين التي أرادوا توصيلها من هجوم علي الداخلية ومديرية أمن الجيزة؟
ـ
لأن الداخلية لها موقف واضح بالولاء لوزيرها السابق حبيب العادلي والنظام
السابق ومن ثم كان الهدف من استهدافها كشف هذا الدور والاحتجاج عليه.
❊❊
نصل إلي السفارة الإسرائيلية كيف تقيم استهدافها للمرة الثانية وهل تري
أن ذلك رد فعل شعبي طبيعي بعدما جاء رد الفعل الرسمي مخيبا لآمالها؟
ـ
أعتقد أن الرسالة الموجهة باستهداف السفارة الإسرائيلية كانت للمجلس
العسكري في المقام الأول بأنه لم يفعل شيئا. فالموقف من قتل المصريين
أسوأ من موقفهم من محاكمة حسني مبارك.. وأعتقد أنه لو كان مبارك مازال
يحكم لاتخد موقفا أقوي علي الأقل كان سيدين ويشجب.
❊❊ هل تري أن الوسيلة التي اتخذت لتوصيل هذه الرسالة كانت موفقة أم جانبها التوفيق؟
ـ
الوسيلة للتعبير عن الثورة هي المظاهرات والأعمال السلمية.. لذلك أري أن
الوسيلة التي استخدمها المتظاهرون يوم الجمعة الماضية موفقة وليست موفقة،
بمعني أدق هي وسيلة مشروعة.. ومن المشروعية أيضا أن تستمر المظاهرات
حتي تحقق الثورة نتائجها.
أما تحديدا ما حدث في السفارة الإسرائيلية
فهو عمل في رأيي مشروع جدا لأن وجود السفارة هو العمل غير المشروع..
فالمجلس العسكري حين يبقي علي السفارة ويستمر علي العلاقات مع إسرائيل
رغم ماحدث من قتل المصريين دون أن يأخذ حقوقهم يحتاج إلي مراجعة. كلامي
لايعني مطالبة المجلس بقطع العلاقات مع إسرائيل وإنما أطلب منه حقوق
المصريين والفرق كبير بين المطلبين.
فتركيا علي سبيل المثال لم تطلب
قطع العلاقات من إسرائيل بعد انتهاكها لسفينة مرمرة التركية وإنما طلبت
الاعتذار ودفع التعويضات وعندما ماطلت تل أبيب في الاستجابة قامت أنقرة
بتجميد العلاقات معني ذلك أنها تسير وفق خطوات محددة.. أما في مصر فلم
تتم بأي خطوة ولم توضع خطة ومن ثم فمن حق الشعب التعبير عن رفضه لوجود
السفارة بنفسه. نتيجة بالطبع لعدم اتخاذ الرد المناسب علي قتل إسرائيل
للجنود المصريين.
❊❊ في ظل تتابع الأحداث وتلاحقها الآن تري إلي أين تسير الثورة وهل تتوقع مزيدا من الثورات؟
ـ
الثورة مستمرة إلي أن تحقق أهدافها أو بمعني أدق أري أن الثورة لم تأت
بعد.. فما حدث لايمكن أن يطلق عليه ثورة إلا إذا حققت نتائجها. ومن
الواضح حتي الآن أنه كان هناك شروع في التغيير لكن لم يحدث.. فالثورة
سرقت ومن حيث نتائجها لم تتحقق ولم تأت.. فلا يمكن اعتبار أن الثورة نجحت
إلا إذا حققت نتائجها.
❊❊ وإلي أي مدي تتوقع نجاحها؟
ـ بقدر الإصرار علي الاستمرار سيتوقف النجاح وأتوقع أن ماحدث يوم الجمعة هو مؤشر علي إمكانية نجاح الثورة.
❊❊ نعود إلي محاكمة مبارك ماهو رأيك في طلب بعض محامي المدعين بالحق المدني برد المحكمة؟
ـ
التعامل مع هذه القضية بالإجراءات القانونية غير وارد وأري أن هذه
القضية ثورية وأنه لو تلاحظ أنها لاتسير في المناخ الطبيعي للعدالة علي
المحامين أن ينسحبوا ولا يعترفوا بهذه المحاكمة، لكن حسني مبارك لايصبح
بريئا حتي لو صدر حكم من المحكمة بذلك ولايمكن الاعتراف بواقع يقول إن حسني
مبارك بريء.
❊❊ ماهي الخطوة التالية؟
ـ لكل حادث حديث وسيتحدد
موقفنا بعد سماع شهادة الشهود في الجلسات السرية. وهنا أحب أن أتوقف
لأتساءل لماذا تتم الجلسات سرية. صحيح أن القاضي له مطلق الحرية أن يجعل
الجلسة سرية. لكني أيضا لي مطلق الحرية في التساؤل لماذا؟
❊❊ يقال إن سبب المنع لدواعي الأمن القومي؟
ـ
لا أفهم معني ذلك.. فالمحامون سيحضرون وكذلك السكرتارية وسيتم كتابة
أقوالهم في أوراق وستظهر فيما بعد .. إذن لماذا السرية.. أعرف أن
السرية تكون عندما يكون هناك كلام مخجل أو عيب أو حساس في قضايا النسب
والزني والاغتصاب هنا من حق القاضي أن يجعل الجلسة سرية أو لاعتبارات أنه
لايريد أحدا أن يعرف بوقائع الموضوع فيتمكن المتهمون من الهرب وهذا ما
لاينطبق علي هذه القضية.. أنا أتساءل كمواطن عادي ببراءة؟
أعتقد أن ماسيحدث مؤشر لاتجاه القاضي لتحويل المدعين للحق المدني إلي محكمة مدنية وهو ما لا أتمناه.
Amrمؤسس المنتدى
عدد المساهمات : 3461
السٌّمعَة : 34
تاريخ الميلاد : 30/11/1996
تاريخ التسجيل : 04/02/2011
العمر : 27
رد: مختار نوح في حوار صريح : محاكمة مبارك تجري في مناخ لايحقق العدالة
الجمعة سبتمبر 16, 2011 4:01 pm
شكرا على الموضوع
Black De$ign...::|عضو مشارك|::...
عدد المساهمات : 68
السٌّمعَة : 10
تاريخ الميلاد : 30/12/1996
تاريخ التسجيل : 01/03/2012
العمر : 27
رد: مختار نوح في حوار صريح : محاكمة مبارك تجري في مناخ لايحقق العدالة
الإثنين مارس 12, 2012 10:41 am
شكرا
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى